اخبار

القطن الملون يدخل اهتمام المصانع.. تجارب لزراعته فى مصر وتوقعات بانتشاره والتوسع التدريجى فى زيادة المساحات الزراعية على غرار قصير التيلة.. وأبرز مزاياه خفض تكاليف الإنتاج 30% وخفض الملوثات والصبغات الصناعية

تساهم الثورة التكنولوجية في خفض تكاليف الصناعة بشكل كبير ولا سيما تزامنا مع توجه العالم نحو خفض الملوثات ومنها الصبغات الصناعية التي تدخل في صناعة النسيج والملابس، بجانب المساهمة في خفض تكاليف المنتج . وساهمت الثورة التكنولوجية قبل سنوات في استنباط أنواع جدية وجديدة ممن الأقطان الملونة التي لا تحتاج لصبغات صناعية وبالفعل بدأت وزارة الزراعة في زراعة بعض الأصناف من الاقطان الملونة من خلال مركز البحوث الزراعية تمهيدا لإدخاله للسوق المصرى على غرار زراعة الأقطان قصيرة التيلة شرق العوينات. وخلال مؤتمر الأهرام الزراعى مؤخرا استعرض السيد القصير وزير الزراعة بعض أنواع القطن الملون الذى تم زراعته في مصر وسط اهتمام بالغ من الحضور، ولا سيما في ظل التغيرات المناخية التي تتطلب خفضا سريعا لكافة أنواع الملوثات على رأسها الكيماويات والصباغات الصناعية، علاوة على أن هذا القطن يمكن دخوله مباشرة في صناعة الملابس بدون دخول مرحلة الصبغة ما يوفر ما لا يقل عن 50% من تكاليف‏ صناعة الملابس. ‏وبحسب المصادر فإن مركز البحوث الزراعية أدخل زراعة القطن الملون إلى مصر، تزامنًا مع خطة زراعة القطن قصير التيلة شرق العوينات والتى تبنتها عدة جهات منها وزارة الزراعة ووزارة قطاع الأعمال العام. وتمثل زراعة القطن الملون أهمية كبيرة، بحيث تواكب مصر التطور الصناعي المذهل من خلال الهندسة الوراثية الزراعية التي تساهم بشكل كبير في حماية البيئة خاصة أن القطن الملون وقطن الـBCI عليه إقبال من بعض الدول الذي يعتبرونه متوافقا مع البيئة. وانتج القطن الملون نتيجة الطفرات التكنولوجية التي تساهم بشكل كبير فى العودة للطبيعة والابتعاد عن الملوثات والمواد الكيماوية في الصناعة، وبحسب المعلومات فأن هناك تجارب سبقت تجربة أستراليا في القطن الملون لكن كان بلونين اثنين فقط وليس بكل الألوان. كما أن الهند تصدر سنويًا من القطن الملون ما يتراوح من 5000 إلى 6000 باله سنويا، حيث يتم تصنيع ملابس باهظة الثمن للطبقات الراقية جدا، ومنهم العائلة المالكة ببريطانيا، وغيرها. وتستهدف الطفرات التكنولوجية بشكل كبير العودة للطبيعة والابتعاد عن الملوثات والتواد الكيماوية في الصناعة، مما يفتح الباب للتوسع في زراعة القطن الملون فى حاله التعميم سيطور صناعة الغزل والنسيج بشكل كبير ويوفر نصف التكلفة، بخلاف انعكاس هذا القطن على نعومة ملمس الخامة وجودتها. وتشير الدراسات لأن التوسع فى زراعة القطن الملون تنقل الصناعة نقلة هائلة، تزامنا مع مشروع التطوير الذي يتكلف ما يزيد عن 21 مليار جنيه، والذى تنفذه وزارة قطاع الأعمال العام من خلال الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس، حيث يعتبر القطن الملون من الأقطان المطلوبة بشغف فى الدول الأوربية وغيرها، خاصة أنها لا تتعرض لأى مواد كيماوية، وكذلك تلامسها للجلد لا يسبب أى نوع من الالتهابات. كما أن زراعة تلك الأنواع كفيل بدخول مصر بقوة للتصدير، حيث تفضل تلك الأقطان في صناعة ملابس الأطفال والمفروشات باهظة الثمن لارتفاع ثمن القطن نفسه، لافتا إلى أنه يعتبر فرصة ذهبية للبدء في استزراعه والاستفادة من سعره الاعلي عالميا مع منح فرص عمل مفتوحة للشباب وغيرهم ، حيث انه يتم حجز إنتاجه مسبقا من بيوت الأزياء الراقية. وفى الوقت الذى تواجه القطن الملون مشكلات منها عدم ثبات لونه حال التعرض كثيرا للشمس ووجود قطن ملون حاليا بلونين فقط البنى والأخضر، إلا انه الأفضل حاليا كما انه دفع دول العالم للاتجاه للقطن الـ BCI ، والأورجانك بطريقة اقتصادية بالإضافة إلى التوسع في إنتاجيته. وكانت هيئة العلوم الوطنية الأسترالية نجحت فى الوصول لاستزراع أقطان معدلة جينيا، لتصبح ملونة بألوان مختلفة من الأصفر الفاتح إلى البرتقالى إلى البنفسجى طبيعيا تمثل نقلة ثورية ليس فقط من الناحية الزراعية للقطن بالوصول لأصناف ذات قيمة اقتصادية كبيرة وذات قيمة مضافة مرتفعة جدا عند التشغيل وحسب، ولكنها أيضا تمثل نقلة كبيرة من حيث إنها خطوة للحفاظ على البيئة حيث سيتم الاستغناء عن الكثير من عمليات الصبغة وما تحتويه من أصباغ وكيماويات ملوثة للبيئة بشكل كبير. وتشير الدراسات إلى أن زراعة هذه النوعية من القطن الملون قد تقلل التكاليف بنحو 30% ولا سيما ان تكلفة الخامة نفسها تمثل نحو 60% من التكاليف، بجانب انه في حالة جودة اقطان ملونة فإنها ستساهم في تقليل مراحل الإنتاج وترشيد العمالة ،وبالتالي خفض كبير في التكاليف مما ينعكس على رخص المنتج وبالتالي زيادة تنافسية المنتجات في مصر وخارجها وهو المطلوب الفترة الحالية والمقبلة لمنافسة دول شرق اسيا التي تستحوذ تقريبا على السوق العالمى من الغزل والنسيج والملابس. ووفق المتاح من المعلومات فان العلماء يسعون إلى أن تكون ألياف القطن نفسها بدلا ماهى بيضاء تكون بألوان مختلفة يمكن التحكم بها حسب الاحتياج وبالتالى قد لا يصبح القطن فى المستقبل الذهب الأبيض يمكن أن يكون ألوانا أخرى، وهو ما نجح فيه علماء من استراليا حيث توصلوا لنتائج مذهلة فى هذا الاتجاه، مما يحول صناعة الغزل العالمية بشكل كبير بحيث يمكن الاستغناء عن الصباغة تماما مما يوفر كثيرا ويخفض تكاليف الصناعة ولا يضر بالبيئة. ونجحت مؤسسة Csiro البحثية الاسترالية من ادخال عناصر جينية للقطن الأبيض لتلوينه. يشار أن مصر جربت زراعة نحو 250 فدانا من الاقطان فقصيرة النيلة شرق العوينات والتجربة حققت نجاحا حتى الان مما يبشر بامامينة زراعة القطن الملون من خلال التعاون بين مركز بحوث القطن ووزارة الزراعة ووزارة قطاع الأعمال العام.