الملابس فى الاسلام
علم الله سبحانه وتعالي أدام رضى الله عنه أن يحمي نفسه ويستر عورته فقال تعالى في الأيات 25 من سورة الأعراف وما بعدها يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26)
فالمولى سبحانه وتعالى كسى أدام وحواء فى الجنة لباسا له هدفان
الهدف الأول ستر العورة " يُوَارِي سَوْآتِكُمْ " وهو لباس الضرورة
والهدف الثانى للزينة والتجمل وَرِيشًا وهومن الكمال والتنعم وخير ملبسا أو ثيابا ألبسه المولى عز وجل لهما ملابس التقوى " وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ " فالملابس منذ خلق الله أدم له هدفان رئيسيين لباس لابد منه وهو ستر العورة وهذا هو لباس الضرورة ولباس للزينة والتجمل والتنعم بفضل الله تعالى
وطلب المولى سبحانه وتعالى من أدام وحواء وذريتهما أن يكونا عند أداء كل صلاة على حالة من الزينة المشروعة من ثياب ساترة لعوراتهما فضلا عن النظافة والطهارة إلى ثياب جيدة عند الصلاة فى الأيه 31 من نفس السورة
۞ "يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ"
وأمرهم بعدم المغالاة وأن لا يتجاوزوا حد الإعتدال وانه سبحانه وتعالى لا يحب الإسراف
وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31)
وقل يامحمد "صلى الله عليه وسلم" للمشركين والكافرين والمعارضين من الذى حرم عليكم الملابس الحسنة والذى جعله الله تعالى زينة لكم وطلب منكم التمتع بالحلال الطيب من الرزق فالملابس الشرعية الحلال حق للذين أمنوا فى الحياة الدنيا والملابس بصفة عامة كما هى حق للمؤمنين فهى حق أيضا لغيرهم من المشركين فى الدنيا
وإذا كان المولى عز وجل أحل الملابس لستر العورة فقد حرم منها ما يفضح العورة ويكشف ما أمرنا عز وجل بستره وإذا كان أباح لنا الزينة فهى مقيدة بشرط هو عدم التجاوز وهو ما عبر الله عنه بالإعتدال أو الوسطية الشرعية التى لا تفضح ولا تكشف ما أمرنا الله تعالى بستره
وفى هذا المجال أوضح المولى عز وجل فى الأية 81 من سورة النحل
وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81)
فالمولى سبحانه وتعالى كما جعل للإنسان ما يستظل به من الأشجار وغيرها جعل لكم ثيابا من القطن والصوف وغيرهما تحفظ الإنسان من الحر والبرد
اسماء الملابس فى اللغة العربية
إذا كان كل ما يلبس لباسا او ملابس فقد وردت فى اللغة العربية أسماء متعددة للملابس منها ماورد صراحة فى كتاب الله عز وجل ومنها ماورد فى الاحاديث الشريفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها ما تعارف الناس على تسميته
فقد ورد فى كتاب الله عز وجل لباس ولبوس وريش وقميص وجلابية وثياب وسابغات و هدوم وخمار واثاث وملحفة ودثار وهناك غيرها ممن لم نستدل على وجودة فى كتاب الله مثل العمامة وهى غطاء للرأس عند الرجال والنقاب الذى يغطى وجه المرأة والخمار الذى يلبس ليغطى رأس المرأة وعنقها والجلباب الذى يغطى كل جسد المرأة والحجاب الذى يغطى كافة جسد المرأة والأزار الذى قال فيه رسُولُ اللَّهِ ﷺ: إزرَةُ المُسلِمِ إِلى نصْفِ السَّاقِ، وَلاَ حَرَجَ أَوْ لاَ جُنَاحَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الكَعْبَيْنِ وقد ورد إستخدام لفظ ريشا على الملابس ماورد فى سورة الأعراف فى الأيه 26
يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) ما جاء فى سورة النور فى الأيه 31 وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ما سميت الملابس ثياب فى نفس السورة الأيه 58 وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وتسمى الملابس قميص كما ورد فى الايات 26،27،28 من سورة يوسف
إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ
وَإِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27)
كما سميت الملابس سبغت
أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ۖ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (11)
وفى سورة الانبياء ورد الملابس فى الأيه 80 بإستخدام لفظ لبوس
وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ ۖ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ (80)وقد ورد كلمة الملابس فى سورة فاطر فى الايه 12 تحت أسم حليه وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا
والاية 33 بنفس السورة تحت إسم لباس
جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا ۖ وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33)
كما جاءت فى سورة النحل الأيه 14 لتستخدم نفس التعبير بكلمة حلية ليقصد بها الملابس
وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا (14)
وقد سمى القرأن الكريم الملابس بالدثار من المولى عز وجل إلى الرسول الكريم بأ يا أيها المتغطي بثيابه, قم مِن مضجعك
يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ
وإذا كان العرب يطلقون على الملابس الخارجية دثار فإنه يطلقون على الثوب الذى يجعل تحت ثوب أخر (الشعار) ومافوقه (الدثار) وفى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (الأَنْصَارُ شِعَارٌ وَالنَّاسُ دِثَارٌ).
وهناك أيضا تعبير بكلمة بطانه والبطانه فى الأصل داخل الثوب وجمعها بطائن قال تعالى
(مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ) وظاهر الثوب يسمى الظهارة وإذا كان العرب تطلق على صديق الرجل وصفيه الذى يطلع على شئون الخفية تشبيها ببطانة الثياب فى شدة الغرب من صاحبها قيل لعمر بن الخطاب رضى الله عنه وقيل لعمر ، - رضي الله عنه - : إن هاهنا رجلا من نصارى الحيرة لا أحد أكتب منه ولا أخط بقلم أفلا يكتب عنك ؟ فقال : لا آخذ بطانة من دون المؤمنين .) وقد روى البخارى عن النبى صلى الله عليه وسلم ما بعثَ اللهُ من نَبِيٍّ ، ولا استخلَفَ مِنْ خليفَةٍ إلَّا كانتْ لَهُ بطانتانِ : بطانةٌ تأمرُهُ بالمعروفِ ، وتحضُّهُ عليْهِ ، وبطانَةٌ تأمرُهُ بالشَّرِّ ، وتحضُّهُ ، فالمعصومُ مَنْ عصمَهُ اللهُ)
الشروط الواجب توافرها فى الملابس
- أن يكون اللباس غير محرم ، كأن يكون عليه صور غير شرعية أو صور حيوانات مما يتقزز منها الإنسان كالكلب والخنزير أو عليها شعار لدين أخر كنجمة داود أو الزنار الذى يتحزم به النصارى كجزء من عبادتهم فهو لا يجوز للمسلمين
- أن لا يقصد بالملبس الشهره فإذا كان الملبس غالى الثمن وفخم فإنها بذلك يظهر الغنى والعز ، وإن العز لله جميعا وألا يكون رخيص الثمن وضيع لإظهار الزهد والتقشف والتواضع
- ألا يلبس الرجال ملابس النساء وألا يلبس النساء ملابس الرجال فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى صحيح البخارى "لَعنَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ المُتَشبِّهين مِن الرِّجالِ بِالنساءِ، والمُتَشبِّهَات مِن النِّسَاءِ بِالرِّجالِ" رواه البخاري.
- ألا يكون فيه إسراف أو تبذير كقوله تعالى وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ
- ألا يكشف عوره او يظهر ما حرم الله إظهاره
- أن يكون لباس المرأة واسعا وغير شفاف لأن اللباس الضيق يجسد ويحدد أوصاف الإنسان والشفاف يظهر ماحرم الله إظهاره مما يحس على الإثارة فعن علي بن أبى طالب رضى الله عنه قال "رأَيْتُ رَسُولَ اللَّه ﷺ أَخَذَ حَرِيرًا، فَجَعلَهُ في يَمينه، وَذَهَبًا فَجَعَلَهُ في شِمالِهِ، ثُمَّ قَالَ: إنَّ هذَيْنِ حرَامٌ عَلى ذُكُورِ أُمَّتي. "سنن أبى داود"
- عدم تغير المظهر وبعض الملابس قد تعطى مظهرا كإظهار الجسم كأكبر من حجمه الطبيعى مثل تكبير الكتفين أو أعطاء حجم أكبر للصدر أو الثدى أو تضيق الجسم بإستخدام أقمشة الليكرا
الوان الملابس
هل يوجد ألوان مفضلة فى الزى الاسلامى وما هى النقلية
الزى التى قد تكون وردت فى القران الكريم او احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم؟
الأصل فى الوان الملابس التى يرتديها المسلم هو الاباحة الا اذا كان هناك ما يدل على النهي عنه او استحسانة سواء للرجال او النساء مالم يكن فى ذلك تشبه بالجنس الاخر او ما تعارف عليه المسلمين قيل اللون الاحمر ويكون مفضلا عند الفتيات الصغيرات وهكذا
اللون الاسود
جابر بن عبدالله رضى الله عنه حيث قال فيما رواه مسلم
دخلَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ يومَ الفتحِ وعليْهِ عمامةٌ سوداءُ
وعن ام خال فيما رواه البخارى قالت أُتِيَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بثِيابٍ فيها خَمِيصَةٌ سَوْداءُ صَغِيرَةٌ، فقالَ: مَن تَرَوْنَ أنْ نَكْسُوَ هذِه فَسَكَتَ القَوْمُ، قالَ: ائْتُونِي بأُمِّ خالِدٍ فَأُتِيَ بها تُحْمَلُ، فأخَذَ الخَمِيصَةَ بيَدِهِ فألْبَسَها، وقالَ: أبْلِي وأَخْلِقِي وكانَ فيها عَلَمٌ أخْضَرُ أوْ أصْفَرُ، فقالَ: يا أُمَّ خالِدٍ، هذا سَناهْ وسَناهْ بالحَبَشِيَّةِ حَسَنٌ.
اللون الاصفر
ومن النصوص التى يستدل منها على إستحسانه اللون الأصفر ما أورد صراحة فى سورة البقرة فى الاية 69 قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) وهو مايجعلنا نقرر ان اللون الاصفر محببا بنص القران الكريم
اليس ذلك دليل على ان اللون الاصفر شديد الصفرة يسر الناظرين
الابيض
ثياب اللون الابيض يفضل ان يلبسها الاحياء ويكفن بها الاموات روى البخارى عن سعد
رَأَيْتُ عن يَمِينِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَعَنْ شِمَالِهِ يَومَ أُحُدٍ رَجُلَيْنِ عليهما ثِيَابُ بَيَاضٍ، ما رَأَيْتُهُما قَبْلُ وَلَا بَعْدُ، يَعْنِي جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ عليهما السَّلَامُ.
وعن ابنِ عبَّاس رضيَ اللَّه عنْهُما أنَّ رسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ البَيَاضَ، فَإِنَّهَا مِن خَيْرِ ثِيابِكُمْ، وَكَفِّنُوا فِيها مَوْتَاكُمْ رواهُ أَبُو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
خضر
ومن الالوان المحببة اللون الاخضر كما جاء فى حديث ابى رواه الترمزى عن أبي رمثة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب وعليه بردان أخضران. وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۚ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا
الأحمر
اللون الاحمر بأمر فيه للاساءه مكروه للرجال وفيما رواه عبد الله بن عمر رضى الله عنه قال
(رأى علي النبي- صلى الله عليه وسلم- بُرداً أحمر، فعلمتُ الكراهة في وجهه، فذهبتُ إلى أهلي، فجردته واقفاً ورميت به في التنور، ثم جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- فسأل عن القميص الأحمر، فقلت: تيممت به التنور فسجرته -يعني: أحرقته- قال: لم لم تلبسها بعض أهلك؟! فإنه لا بأس للنساء.
والملاحظة العامة على الوان الثياب فإن كان الامر بإرتاء الملابس البيضاء بأ، تعد الحكم على سبيل الاستحباب وليس الالزام ولا مانع من لبس ثياب من الوان اخرى واما عليه ان يلبس ما يناسبه وان يكون هناك تنسيقا بين الالوان التى يرتديها
وأول تحكم للشياطين فى الانسان العدد اللدود بين بأن يزين الشيطان للإنسان بأن يطلب منه ان ينزع جزء من ردائهما ليريهما سوائتهما فيزين لهم المعصية عن طريق اوليائه من الانس وهم الكفار فالمولى سبحانه وتعالى جعل الشياطين اولياء للكفار الذين لا يوحدون الله ولا يصدقون رسله ، وهى قصة معادة فى الدنيا
كانت اول سابقة لها فى الجنة
يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27)
الاسبال
الاسبال هو مجاوزة الملبوس ( سواء كان سروال او ازار او ثياب الكعبين حالة الانسان معتدلا
وقد نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن الاسبال عندم قال فيما رواه الامام احمد فى المسند والبخارى فى صحيحه
وعن أبي هريرة t قال، عن النَّبيِّ ﷺ قَالَ: مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ مِنَ الإِزار فَفِي النَّار رواه البخاري.
حديث أبي هريرة t، أن رسول الله ﷺ قال: لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا
وقد قال صلى الله عليه وسلم زاجرا المسبل ازاره فى حديث مسلم
في حديث رواه مسلم في الصحيح: ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره، والمنان فيما أعطى، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب،
فإن الاسبال بالنسبة للرجال امر غير جائز ولو لم يقصد به الخيلاء وإظهار الغنى والترف ، هذا بالنسبة للرجال
أما النساء فإنه يجب على المرأة المسلمة ان تضفى ثوبها شبرا ولا تزيد عن زراع لان الستر وعدم اظهار القدمين فرض على عكس الايامى التى يفرق بينها وبين الحرة فى ان الايامى يلبسون الملابس القصيرة ام الحريرات فكانتا ترتدين من ملابيسهن ما بين شبرا ودراع
ولعل الحكمة من الاسبال بالنسبة للرجال ليست فقط للتخلص عن الكبر والخيلاء وما أشتهر عن العرب فى ذلك الوقت ولكن أيضا لتجنب إفساد الثياب وتعرضها للنجاسة
للرسول صلى الله عليه وسلم أن يأمر زوجاته وبناته ونساء المؤمنين لا يتشبهن بالإماء فى لباسهن إذا هن خرجن من بيوتهن لحاجة لئلا يتعرض لمهن فاسق إذا علم أنهن حرائر بأذى من قول فالأمرهنا أن لا تلبس الحرة لباس الأمة وأل تتشبه بها حتى لاتتعرض للأذى
فى تفسير الاية 59
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ (59)
يرضين على رؤسهن ووجوههن من ارديتهن وملاحفهن لستروجوههن وصدورهن ورؤوسهن ذلك أقرب أن يميزن بالستر والصيانة فلايتعرض لهن بمكروه أو أذى
فسر بعض كبار الصحابة والمعاصرين بأن الجلباب هو الرداء فوق الخمار وهو بمنزلة الإزار اليوم ومنهم من يرى بأن الجلباب هو الملحفة وعن ابن عباس : أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن فى حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلاليب ويبدين عينا واحدة وهى العين اليسرى
وسأل الزهرى هل على الوليدة خمار ويقصد بالوليدة الأمة فقال عليها الخمار ان كانت متزوجة وتنهى عن الجلباب لانة يكره لهن أن يتشبهن بالحرائر الا المحصنات
وروى عن سفيان الثورى أنه قال:
لا بأس بالنظر إلى زينة نساء أهل الذمة أنما ينهى عن ذلك لخوف الفتنة لا لحرمتهن وإستدل بقوله تعالى ونساء المؤمنين وقوله تعالى ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ) أى إذا فعلن ذلك عرفن أنهن حرائر لسن بإماء ولا عواهر
قال السدى
كان ناس من فساق أهل المدينة يخرجن بالليل حين يختلط الظلام إلى طرف المدينة يتعرضن للنساء وكانت مساكن أهل المدينة ضيقة فإذا كان الليل خرج النساء إلى الطرق يقضين حاجتهن فكان اولئك الفساق يتبعون ذلك منهن فإذا رأوا امرأة عليها حجاب قالوا هذه حرة ، كفوا عنها واذا رأو المرأة ليس عليها حجاب تعرضو لها
وظائف الملابس
تعددت اهداف ووظائف الملابس على مر العصور وتطورت وتحولت من هدف ستر العورات الى الحفاظ على الابدان الى الزينة والتباهى لنجد لها وظائف حديثة بجانب الوظائف التقليدية ومن هذه المسائل الملابس الوظيفية كملابس الأطباء وملابس رجال الاطفاء وملابس البحر وملابس الزى الموحد وملابس الزى المدرسى والملابس الرياضية وغيرها . بحيث أصبحت الملابس تؤدى وظائف جديدة ومن هذه الوظائف التعبير عن الحركات الوطنية وأداة للوحدة الوطنية كما أصبحت الملابس أداة للتعبير عن الرأى وأبعد من هذا أصبحت الملابس عبادة وصدقة هذا بالاضافة الى الوظائف التقليدية وهى الحماية والزينة
الملابس تعبير عن الحركة الوطنية
إستخدم المصريين الطربوش كرمز للوحدة الوطنية وأداة لمحاربة الانجليز ، والطربوش كلمة مكونة من مقطعين تعنى غطاء الرأس ومع ان الطربوش كان رمز للانتفاضة فقد اتخذه المصريين أداة لمحاربة الانجليز ورمز لمقاطعة المستعمر الذى كان يدعو لارتداء البرنيطة وفى الوقت الذى تمسك فيه المصريين بإرتداء الطربوش كان الاحتلال يدعو الى ارتداء البرنيطة وقد حدث خلاف فى مصر بخصوص ارتداء الطربوش والبرنيطة فكان المؤيدين للحكم العثمانى فى مصر يرتدون الطربوش بعكس ارتداء البرنيطة التى كان ينظر اليها على انها حركة تطوير تجاه الثقافة الغربية وفى وقت من الاوقات كان ارتداء الطربوش الزاميا ومفروض على الموظفين وطلبة المدارس والجامعات وكذلك العسكر والجنود وفى ظل ارتداء الطربوش الزاميا لاعوام عديد فى الدولة العثمانية حتى جاء كمال اتتور فأصدر فرمان بإلغاءه عام 1925 وجاء محمد على باشا وإحترم رغبة المصريين بإنشاء مصنعا للطربيش ضمن خطة لتصنيع البلاد واستقلالها بالبعد عن استيراد الطربوش والذى كان يصنع فى الخارج
الملابس عبادة
تتميز كل جماعة دينية بزى خاص بما يميزها عن الطوائف الدينية الأخرى فكان ايكيا لباس يهودى شهير وارينا يرتدية الكاثوليك المتديين خلال اسبوع الالام نجد الصوفية ترتردى الثياب الخضراء تعبير عن التصوف الاسلامى
واصدارت مواقع الفتوى الاسلامية فتاوى بأن الالتزام بالزى الاسلامى فى حد ذاته عبادة ويصلون الى حد الكراهة اذا خالفت الملابس زى العرب والتشبه بزى الاعاجم مكروه ايضا بل وهو الى ماهو ادق من ذلك حينما اصبح الالتزام بالزى الاسلامى فى حد ذاته طاعة لله وعبادة كالصلاة والصيام التى لا خيار فيها فهى مفروضة على المسلم رجلا كان او انثى
واتفق الفقهاء على ان زى الرجل لا يشترط فيه الا اخفاء العورة وستر ما بين الركبتين والمعدة ، اما ملابس النساء فهى محل خلاف اذ يرى علماء المسلمين من اقدامى السلف ان لباس المراءة يجب ان يغطى جميع بدنها من اسفل القدم الى اعلى الرأس ويشمل ذلك الكعبين والوجه والعينين اما المعاصرين فيروا ان الجلباب الواسع ترسله المرأة على درها ويغطى كل بدنها صحيح واشتهر سكان الحجاز ومن بينهم اهل المدينة المنورة بإرتداء الازياء البيضاء
ان الالتزام بالزى الاسلامى فى حد ذاه طاعة لله وعبادة كالصلاة والصيام المفروضة لاخيار فيها فمن فعلها كان طائعا ولها ثواب عظيم فى الاخرة ومعنى ذلك ان من لايلتزم باللبس الاسلامى ، لايطيع الخالق عز وجل وفى نهاية الأمر لاينال ثوابها فى الأخرة
طريقى الارتداء والخلع عبادة
كان النبى صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن لما في ذلك من خير وبركة واذا اراد ان يخلعها فليبداء بالجانب الايسر
لبس احسن الثياب يوم الجمعة وفى العيدين
قال صلى الله عليه وسلم
- مَنِ اغتَسَلَ أو تَطهَّرَ، فأحسَنَ الطُّهورَ، ولَبِسَ من أحسَنِ ثيابِه، ومَسَّ ما كتَبَ اللهُ له من طِيبٍ، أو دُهنِ أهلِه، ثُم أتى الجمُعةَ، فلم يَلْغُ، ولم يُفرِّقْ بينَ اثنَيْنِ؛ غُفِرَ له ما بينَه وبينَ الجمُعةِ الأُخْرى.
الراوي : أبو ذر الغفاري
الملابس نموذجا للحفاظ على المأثور الدينى
تلعب الملابس التى يرتديها عامة الناس دورا هاما فى الحفاظ على المأثور الدينى ، ففى الوقت الذى يجعل المحتل شعوب العالم تعمل على ازاحة الاصول الدينية والثقافية للأمم نجد الشعوب الواعية تتمسك بملابسها الشرعية كاداة للاحتفاظ بالمبادئ والقيم والعقائد التى ينتمون اليها فشكل الملابس وتصميمها واختيار الالوان والرمزية فى طول الثياب او قصرها تعتبر دلالات خاصة تخرج من الصناع تلقائية لتؤكد القيم والمفاهيم الدينية عند الشعوب ، فالمصمم او الترزى او الخياط او صانع الملابس يجسد بيده القيم الدينية والانسانية لدى الشعوب التى يحيك لها الزى الذى يتفق مع العقيدة الدينية والموروث الثقافى لدى الشعوب لقد أصبح على الأمة الاسلامية اذا ارادت ان تحافظ على دينها وأن تتمسك بزيها الاسلامى فالزى او الملابس اول دليل على مفتاح الشخصية واصدق دليل تقع فى العين منذ الوهلة الاولى وقبل ان تصغى الاذان الى الامة او موروسها الدينى
تعجب من حكام ورؤساء دول تحت دعوة التحضر والموضة يخالفون ثيابهم ويرتدون ثياب غيرهم من الشعوب
الملابس الاسلامية عملية مخططة لضياع الموروث الثقافى الدينى للأمة الاسلامية
الملابس صدقة
عند مرحلة التخلص من الملابس الزائدة او المستعملة فى مرحلة التخلص disposal ، فعلى المسلم التصدق بها تقربا الى المولى عز وجل وعليه اختيار من يستحقها ومن هو بحاجة اليها
قال صلى الله عليه وسلم فى حديث الترمزى
(مَا مِنْ مُسْلِمٍ كَسَا مُسْلِمًا ثَوْبًا إِلاَّ كَانَ فِى حِفْظِ اللَّهِ مَا دَامَ مِنْهُ عَلَيْهِ خِرْقَةٌ». رواه الترمذي )
الثياب طهر فى الحياة وكفن عند الموت قال صلى الله عليه وسلم
قَالَ: الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ البَيَاضَ، فَإِنَّهَا مِن خَيْرِ ثِيابِكُمْ، وَكَفِّنُوا فِيها مَوْتَاكُمْ رواهُ أَبُو داود، والترمذي
الملابس شكرا عند ارتداء الجديد
قال الرسول صلى الله عليه وسلم يقول اللهم لك الحمد، أنت كسوتنيه، أسألك خيره، وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره، وشر ما صنع له
والمسلم يحمد ربه على نعمه ارتداء الملابس الجديدة ويقول الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي
وقد رأى النبى صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضى الله عنه وقد لبس ثوبا فقال له
( الْبَسْ جَدِيدًا، وَعِشْ حَمِيدًا، وَمُتْ شَهِيدًا )
روى ابن ماجة (3558)، وأحمد (5620) ، وابن حبان نسال الله العزيز القدير انيلبس المسلمين الجديد وان يحيوا سعداء فى الدنيا والاخرة